فريق زامبيا هو المفاجأة حتى الآن
فحتى اللحظات الأخيرة من مبارتي تونس والكاميرون في لوبانجو وزامبيا والجابون في بنجيلا كان مصير الفرق الأربعة معلقا بهدف هنا أو هناك.
وجاءت النهاية بمثابة واحدة من أقوى مفاجآت البطولة حتى الآن فقد حجزت حجزت زامبيا مكانا في ربع النهائي بفو زها على الجابون بهدفين لهدف رغم أن موقفها كان الأضعف بين الفرق الأربعة قبل مبارتي الخميس.
وليس هذا فحسب فقد تصدرت زامبيا المجموعة لتلاقي نيجيريا في ربع النهائي بينما سيلاقي المنتخب الكاميروني نظيره المصري حامل اللقب فيما يمكن وصفه بنهائي مبكر بين بطل 2008 والوصيف.
وقد ثار للوهلة الأولى حتى بين أوساط الإعلاميين هنا في أنجولا حول أحقية زامبيا بصدارة مجموعتها خاصة وانها هزمت من الكاميررون بثلاثة أهداف لهدفين.
وسادت لبعض الوقت حالة من البلبلة خاصة وأن الجابون أيضا في جعبتها أربعة نقاط ولكن فرحة لاعبي الكاميرون وزامبيا في الملعبين أكدت تأهلهما. إلا أن حالة الغموض ظلت مستمرة فالكاميرون هزمت من الجابون بهدف والأخيرة هزمت بفارق هدف من زامبيا ولكن الاتحاد الافريقي حسم الموقف بحسابات الاهداف لتتصدر زامبيا المجموعة.
المباراة الأقوى والأكثر إثاارة كانت بين تونس والكاميرون التي يبدو أنها اعتادت في هذه البطولة على أن يمنى مرماها بهدف مبكر ثم يتحرك صامويل إيتو ورفاقه للتعويض.
افتتحت تونس التسجيل بواسطة أمين الشرميطي في الدقيقة الأولى من المباراة وهو الهدف الذي أعطى معنويات كبيرة للاعبي تونس فهذه النتيجة كانت تعني تأهلهم وفي المركز الأول عن هذه المجموعة.
ولكن لاعبي الكاميرون هاجموا بقوة مستغلين الارتداد الدفاعي لتونس وضاعت فرصة محققة من إيتو ومامادو إدريسا وكانت أخطر الكرات تلك التي أخطأ فيها اللاعب أيمن المثلوثي خارج منطقة الجزاء واضطر لإبعادها بيده ولكن الحكم اكتفى بإنذاره وليس الطرد كما طالل لاعبو الكاميرون
وعلى غرار سيناريو الشوط الأول بدأ الثاني بهدف ولكن هذه المرة لصالح الكاميرون وبكرة عرضية من أكيلي ويبو قابلها إيتو بمهارة لتصطدم الكرة بقائم مرمى المثلوثي وتسكن شباكه.
وبهذا ارتفع رصيد إيتو لاعب إنتر ميلان الإيطالي إلى 18 هدفا في نهائيات أمم أفريقيا وهو رقم قياسي قد يصعب لفترة طويلة تحطيمه.
ويهاجم المنتخب التونسي بقوة من خلال تحركات الشرميطي وشوقي بن سعادة ويبتسم الحظ للمنتخب التونسي بهدف المدافع الكاميروني أورلين شيدوجو برأسه في مرماه في الدقيقة 63 وهو الهدف الذي أثار فرحة عارمة لدى المدرب التونسي فوزي البنزرتي.
ولكن فرحة البنزرتي لم تدم طويلا فقد حققت الكاميرون التعادل بعد ذلك بتسديدة قوية من لاندري نجومو.
وحافظت الكاميرون على هذا التعادل بينما تأزم موقف المنتخب التونسي بطرد المدافع عمار جمال قبل نهاية الوقت الأصلي بدقيقتين، وانتهت المباراة بالتعادل لتكون الكاميرون سببا في خروج المنتخب التونسي من الدور الأول، وكانت الكاميرون قد أقصت تونس من ربع النهائي في بطولة غانا 2008 في مباراة مثيرة أيضا.
اللافت هنا أن تونس لم تهزم في أي مباراة بالبطولة ولم تفز أيضا بأي مباراة وهو ما كلفها الخروج من الدور الأول.
مفاجأة زامبياأما زامبيا فقد افتتحت التسجيل في مرمى الجابون بواسطة راينفورد كابلا المحترف في البرتغال بعد مرور نحو نصف ساعة من الشوط الأول حين انفرد بالحارس الجابوني إيبانج أوفونو المحترف بفرنسا وأودعها بهدوء في الشباك .
وكان هذا أول هدف يسكن مرمى إيفونو في البطولة وكان مرشحا للتنافس على لقب أحسن لاعب إذا واصلت الجابون مشوارها وهو ما لم يحدث.
وواصلت زامبيا نزعتها الهجومية بقيادة المدرب الفرنسي هيرفيه رينار , وتشكل تحركات نجم زامبيا أليكس كاتونجو خطورة كبيرة وأضاف جيمس شامنجا هدف التعزيز في الشوط الثاني.
لكن قبل نحو سبع دقائق من نهاية المباراة يسجل الجابوني فابريك دو ماركولينو هدفا أشعل المباراة لأن التعادل كان يكفي الجابون للتأهل.
إلا أن زامبيا حافظت على تقدمها ونجحت في التأهل رغم أنها كانت مرشحة لأن تكون الفريق الذي سيمنح الثلاث نقاط بسهولة إلى بقية فرق المجموعة للتنافس على التأهل.
يشار أيضا إلى أن منتخب زامبيا سجل في التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم وكأس الأمم أربعة أهداف فقط في ست مباريات، أما في نهائيات كأس الأمم فقط سجل أربعة أهداف ومني مرماه بأربعة أيضا.
وقد علق المدرب رينار على ذلك قائلا " إن الناس كانوا يسخرون منا عندما نتحدث عن فرصنا في التأهل وكان الكل يراهن على أننا سنكون أسوأ فريق في البطولة.
واشاد المدرب الفرنسي بلاعبي زامبيا الذين أثبتوا خطأ كثير من التوقعات.